سقوط الجنّية الخضراء: العبث من مصدر إلهام إلى حالة من الذعر الأخلاقي
في أواخر القرن التاسع عشر في فرنسا، سقط مشروب العبث، الذي كان يُحتفى به ذات يوم باعتباره "الجنّية الخضراء" ومصدر إلهام للفنانين والشعراء، في حالة من عدم التقدير بسبب محتواه العالي من الكحول والتحيزات الاجتماعية. ربط خبراء الطب العبث بالجرائم العنيفة، مما غذّى سردية "العنف الناجم عن العبث". وقد زادت التقارير الإعلامية المثيرة، مثل تلك التي تُفصّل "جرائم القتل المرتبطة بالعبث"، من سوء التصور السلبي. وعلى الرغم من أننا نعلم الآن أن مخاطر العبث تنبع بشكل أساسي من محتواه الكحولي وليس من زيوتها الأساسية، إلا أن الذعر الذي أعقب ذلك أدى إلى حظره في سويسرا (1908) وفي فرنسا (1915). وقد غذّى استهلاك العبث المتزايد، من البرجوازية إلى الطبقة العاملة، ارتباطه بالجريمة. كما يكشف حظر العبث عن مواقف معقدة تجاه الكحول والتحيزات الاجتماعية. وعلى الرغم من أن العبث أصبح قانونيًا الآن في بعض البلدان، إلا أن سمعته السيئة لا تزال قائمة.